مفاهيم ومصطلحات الادارة المعاصرة |
وعند البحث عن أهم مظاهر الواقع الإداري الجديد نجد تأثير تلك التطبيقات في اختفاء واندثار العديد من المفاهيم التي كانت تعتمد عليها الامور الإدارية وبدرجات كبيرة من التفوق في عصر ما قبل عصر المعرفة والمعلومات والاتصالات. وتحققت بذلك نقلة فكرية نوعيـــــــة ممــــــا جعل الامور الإدارية المعاصرة تكاد تكون منقطعة الصلة بما كان عليه الفكر والأداء الإداري منذ سنوات قليلة مضت.
اذا يمكن القول بأن التطور الهائل والكبير في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المرتبطة و المتوافقة مع التقنية الإلكترونية هي الأساس في إحداث هذا التغيير الذي شمل محاور مهمة في التكوين الإداري وهذه المحاورهي:
- مفاهيم وفلسفة الإدارة
- الهياكل التنظيمية وأنماط العلاقات فى المنظمات.
- أوضاع المنظمات في علاقاتها بالمناخ المحيط .
- تركيبة الموارد البشرية العاملة في الحقول الإدارية وخصائصها وتغير أدوارهــــــاوكيفية ادارة التعليم بها.
اشكال التصور الإداري المعاصر
تكونت تصورات جديدة في الفكر الإداري المعاصر نجحت في تطبيقها وتطويرها باستمرار كثير من الشركات والمؤسسات الخاصة والعامة والإدارات الحكومية في بعض الدول المتقدمة. ويمكن تلخيص اشكال الفكر الادارى المعاصر كما يلى :1. التوجه بالسوق
قوى السوق فى ظل الفكر الإداري المعاصر هى من تحدد نشأة المنظمات واستمرارها ونموها وكذلك اضمحلالها وانهيارها وفنائهاففى ظل هذا المفهوم الجديد نجد ان الإدارة المعاصرة تبدأ من السوق وتنتهى بالسوق ، لذلك يمكن القول ان الهدف الاساسى للإدارة أن تؤمن لنفسها مركزاً تنافسياً في السوق من خلال تقديم منتجات أو خدمات للعملاء ترضي رغباتهم و تتفوق على ما يطرحه المنافسون ويتخطى توقعات العملاء والمنافسين فى آن واحد.
ولقد انعكس ذلك الفكر من القطاع الخاص الى القطاع الحكومي فنجد كثيرا من الحكومات والادارات الحكومية تصدر تعليماتها لكافة الموظفين العاملين فى المجال الحكومي بضرورة وضع العملاء والمراجعين على سلم الاولويات فيما يعرف بجودة الخدمة
2. الاقتناع بأهمية المناخ المحيط
تمثل العوامل والقوى الخارجية التي تؤثر على فعاليات المنظمة أحد العناصر المهمة والمؤثرة في منظمة الأعمال الجديدة باعتبارها مصدر الفرص و الموارد للمنظمة ، وايضا هى على النقيض مصدر الخطر و التهديد لها، وبالتالي تركز منظومة الفكر الإداري المعاصر على ضرورة دراسة المناخ المحيط وتوقع المتغيرات بحثاً عن الفرص والعمل على استثمارها، و رصداً لمصادر الخطر و العمل على تجنبها.3. استيعاب وفهم التقنيات الحديثة والمتجددة
يتبنى الفكر الإداري المعاصر مفهوم " إدارة التقنيـــــة" ، حيث تتعدد صور التقنية الجديدة ذات التأثير في عمليات الإنتاج في القطاع الاقتصادي المتنوع ، كذلك نجد التسارع الكبير فى عمليات التطوير والتجديد التقني بفضل الاستثمارات المتزايدة التي تضخها الإدارةالمعاصرة في عمليات البحوث و التطويرويقوم الفكر الإداري المعاصر باستغلال التقنية الجديدة في عمل المؤسسات والإدارة ويستثمرها في :
- تكوين وانشاء مستمر فى المنتجات الجديدة من السلع أو الخدمات.
- خلق واختراع خامات جديدة مصنعة عالية الجودة رخيصة الثمن وبكميات وفيرة لسد حاجة الطلب المتزايد عليها.
- ابتكار وتطوير خطوط للإنتاج تتسم بالسرعة والمرونة ووفرة الإنتاج وارتفاع الجودة.
- تنويع الإنتاج وتطوير خطوط المنتجات في مواصفات السلع والخدمات المقدمة فى السوق وذلك في أوقات قياسية وأسعار منخفضة بالتزامن مع الارتفاع المتواصل في كفاءة و إنتاجية نظم الإنتاج الجديدة.
4. تعميق استخدام تقنيات المعلومات
يؤكد الفكر الإداري المعاصر في تعامله مع تكنولوجيا المعلومات على ما يلي:- أن المعلومات عنصر هام وضرورى في العملية الإدارية حيث تتوقف كفاءتها على مدى توفر المعلومات الصحيحة المتجددة التي تستند إليها الإدارة في رسم سياساتها واتخاذ قراراتها في مختلف المجالات
- أن تدفق المعلومات هو أساس بناء الهياكل التــنظيمية و تنسيق علاقات العمــل في المنظمات المعاصرة.
- أن نظم المعلومات وأساليبها المتطورة هي الركيزة الاستراتيجية للإدارة في مواجهة المناِخ المتقلب ، فهي تساعد المنظمة في التكيف مع المتغيرات و تطوير وظائف الإنتاج واستحداث المنتجات الجديدة وتحديث أساليب التسويق .
- أن المعلومات هي أحد أهم الموارد للمؤسسةالحديثة، وهي عنصر أساسي في جميع الأنشطة التي تقوم بها المؤسسة، وأحد أبرز المخرجــات التي تحقق للمنظمات عوائدهائلة حيث تدخل الآن كعنصر رئيسي في تشكيل السلـــع والخدمـات .
- تسهم تقنيات المعلومات في تعديل أساليب أداء الموارد البشرية لأعمالهم بفضل استخدام آليات وأدوات معلوماتية واتصالية مبتكرة تزيد ارتباطهم واتصالهم ببعض، وتزيد من معرفتهم واطلاعهم على المعلومات .
- تعمل تقنيات المعلومات على تكوين وتحديث اشكال جديدة من الهياكل التنظيمية بعيدا عن الاشكال التقليدية.
- تساعد المعلومات في تيسير أعمال التخطيط والرقابة والتنسيق واتخاذ القرارات، وتمكين الإدارة من ممارسة تلك الاعمال الحيوية بسرعة أكبر ودقة أكثر
5. المنافسة سبيل البقــــاء
المنافسة هى الشغل الشاغل ليس فقط للمؤسسات والمنظمات في قطاعات الأعمال، وإنما يمتد تأثيرها ليهدد المنظمات والإدارات الحكومية بل والمنظمات الإقليمية والدول ذاتها. و تتعامل منظومة الفكر الإداري المعاصر مع قضية المنافسة وفق المفاهيم التالية:- لا يمكن تجنب المنافسةإلا بمحاولة التفوق والتميز بالتجديد والابتكار وسرعة الاستجابة لرغبات العملاء.
- فى ظل التحول الى التسوق الالكترونى زادت حدة المنافسة فى السوق نتيجة لازالة الحواجز التى كانت تفرضها الادارة التقليدية القديمة .
- تشجيع المنظمات على استثمار ما لديها من مهارات و خصائص تميزها عن غيرها من المنظمات الاخرى وتمكنها من إنتاج قيم ومنافع للعملاء تزيد عما يقدمه المنافسون وتؤكد تميزها واختلافها عنهم.
- تنجح المنظمات الحديثة في تكوين وتنمية قدراتها التنافسية نتيجة الاستثمار الكفء للموارد المتاحة والأنشطة الإدارية والفنية الحديثة والمتطورة وصيانة الموارد المتاحة.
6. استغلال واستنفار كل الطاقات المتاحة
تتبنى منظومة الفكر الإداري المعاصر مفاهيم متطورة تحض على استغلال واستنفار كل الموارد وتجميع الطاقات من أجل تحقيق إنجازات تفوق ما يحققه المنافسون، حيث يؤدي ذلك إلى الوصول إلى مستويات أفضل من الأداء والإنجازات المتميزة، وتنمية كل مورد إلى أقصى مستويات الإنتاجيــــة.التفاصيل الكاملة